ليبيا حالة من الفوضى المستمرة، لم تشهد جزءا زمنيا من الاستقرار حتى الآن، بل هي الفوضى نفسها، لكون النكبة أحد مخرجاتها، والتدخل الخارجي هو قاعدتها الأساسية، والميليشيات غطاءها الإرهابي، وكل الحكومات التي تشكلت طيلة الاثني عشر الماضية داعم لهذه الفوضى المستفحلة في المنطقة الغربية المحتلة التي تشهد صراعات سياسية وقتالا دائما بين ميليشيات تقاتل بعضها

هذه الهضبة الشاسعة من الأرض التي تكون مرتفعات الرجمة شرقي بنغازي المتسعة اخضرارا وتنسيقا وتكاملا، حيث كانت إلى وقت قريب مهملة في مرمى نيران الفكر الظلامي الإرهابي تتحول إلى ما يشبه دائرة متكاملة من المباني والحدائق الجميلة والقاعات الدراسية الفريدة في تركيبتها الهندسية التي تشهد ملاءمة بين المباني الحديثة لتوطن المعرفة والعلوم والتقنية الحديثة، ومركز

يجب ألا تردم الحقيقة السياسية والاجتماعية المتعلقة باتخاذ المواقف الوطنية ذات الأبعاد السياسية الإيجابية التي تحرض الشعب الليبي على التصدي لأطراف المؤامرة التي تستهدف الشعب الليبي وقواته المسلحة العربية الليبية ومؤسساته الأمنية والشرطية وتقف عثرة في أن يملك الشعب زمام أمره وأن يخرج من عنق الزجاجة ويغادر هذا النفق المظلم الذي أزمته الأجسام السياسية بانسداد

تعرض الوطن العربي لخديعة كبرى، ساهمت فيها الأنظمة السياسية القائمة وحتى الوطنية نفسها من أن تركيا دولة إسلامية يتطلب تفضيلها على الدول الأخرى في المعاملات التجارية ودعم مبادلة منتجاتها الصناعية وحتى صناعاتها العسكرية، وأول ذلك صناعة الطائرات المسيرة دون طيار، بالتعاون مع صناعات الكيان الصهيوني العسكرية، التي أصبحت تركيا في الطرف المعادي وأكثر من ذلك

شهدت الحروب التي فرضت على الأمم لأي سبب من الأسباب أن الجيوش الرسمية بمختلف البلدان مهما كانت قدرتها على تنفيذ خططها احتاجت دعما شعبيا قويا لكي تستمر في المواجهة، لاسيما حروب التحرير ومواجهة العدو، وأصبحت فكرة الاستعانة بدعم أهلي لمساندة المعارك الحربية من قبل قوى أهلية غير منظمة في الأغلب من المتطوعين تحمل أكثر من

وأعادت أمريكا نفس الأسلوب الذي اتخذته مع أغلب قيادات القاعدة في التخلص من عملائها بالأمس وأعدائها اليوم بمقتل أيمن الظواهري أمير القاعدة، حيث اختارت التوقيت المناسب لتغطي على هزيمتها في أفغانستان، وهذه العملية تحاول أن تعطيها بطولة، والعالم يعرف أن عودة الظواهري وقيادات القاعدة من جبال أفغانستان وباكستان إلى كابول كان ضمن الاستئناس من قبل

المشهد الليبي بكل عنفوانه وصراعه الذاهب للفوضى في كل اتجاهاتها وعلى كل أبوابها وظهور أطراف جديدة وتنازعها ودخول معطيات أجسام سياسية ضمن حلقة الصراع والفوضى لم تعد الدعوات الوطنية بشأن الخروج من النفق قادرة أن تلتمس النجاح لهول التدمير لكل القيم الوطنية التي تراعي مصلحة ليبيا وشعبها وترتكز على مبادئ أساسية تجعل من الوطن والشعب

الكتاب الليبيون حملة الكلمة المضيئة والقلم النير والنص الأدبي المتميز الذين يشملهم الصحفيون المبدعون يعيشون حياة قد تكون أقرب إلى العدم، وظروفا غاية في السوء، يحملون هموم بلادهم التي كلما لاح في الأفق ضوء من آخر النفق تنتكس وتذهب في المجهول، ويزداد فيها فرسان التغول وقادة الإجرام الميليشياوي والساسة المتطفلون عنفوانا، ويتبارى فيها كل من

الليبيون متفقون على أن العشرية الماضية تمثل أخطر محطة مأساوية في حياتهم، حيث فاقت سنوات المجاعة والجفاف وسنوات التيه والفقر والعازة وانتشار الأمراض والفيروسات، وسنوات التصدي للاستعمار الإيطالي، وسجلت هذه العشرية انهيارا للقيم الوطنية لبعض من انخرط في المؤامرة على الشعب الليبي وعلى سيادة الدولة واستقلال الوطن، وأحضر الأجنبي ومكن العدوان الخارجي من تحقيق أهدافه

التطورات السياسية الأخيرة للمشهد الليبي تؤكد أنه ما زال مسرحا للدسائس والمؤامرات الدولية، ويتضح ذلك جليا وبشكل مفضوح في آخر اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في ليبيا ومناقشة تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة في ليبيا خلفا لكوبيتش المستقيل والمستشارة ستيفاني ويليامز، فقد مثلت كلمات المتداخلين أعضاء مجلس الأمن تشابك الصراعات بما لم يحدث في السابق