من أجل تنفيذ مشروع الهيمنة النهائية على لــيـبـيــا، والإستحواذ الكامل على ثرواتها، والسيطرة التامة على إدارتها ومواردها، تتسارع خطوات تنفيذ برنامج {مـسـتـفـيـد} الذي وضعه الثنائي الأمريكي السفير الكذاب ريتشارد نورلاند، والمستشارة المرتشية السابقة ستيفاني وليامز، والذي يمنع الليبيين من التحكم في مواردهم وثروتهم، بدعوى وجود ظلم وتفاوت وفساد في توزيع واستخدام عائدات النفط والغاز، واستمرار الصراع السياسي وأعمال العنف والفوضى.
ويبدو أن رئيس المجلس الرئاسي السيد محمد المنفي، الذي يعتبر نفسه عن غير حق ولا منطق ولا قانون رئيساً للبلاد، قد انخرط تماماً في مؤامرة برنامج مستفيد، واهماً أنه سيستفيد من الهيمنة الدولية على موارد لــيـبـيــا، وخضوعه للإملاءات الخارجية، بأن يتم السكوت عن وجوده غير الشرعي، هو ومجلسه الرئاسي الثلاثي منتهي الولاية والشرعية منذ 21 يونيو 2022، وانتحاله صفةً لا يملكها، مثله في ذلك مثل السيد عبدالحميد الدبيبة وحكومته غير الشرعية، بل وصل طموح المنفي الذي يسعى لإقصاء وإلغاء وجود زميليه في مجلسه المنعدم السيدين عبدالله اللافي وموسى الكوني، إلى اعتبار نفسه رئيساً لدولة لــيـبـيــا بعد زيارته لنيويورك وإلقائه كلمة لــيـبـيــا في الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاءاته ببعض صغار الموظفين في الإدارة الأمريكية الديمقراطية الغبية، من خلال عرابه والوصي عليه السفير نورلاند، وربما بفعل تأثير عوامل نفسية وشخصية أخرى، يعرفها المقربون منه والقائمون على خدمته.
في سياق هذا اللعب المفضوح، الذي يمارسه السفير والمبعوث الأمريكي السخيف ريتشارد نورلاند، جاء تصريحه أمس الذي اعتبر فيه رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة الليبية الشرعية فتحي باشاغا، متساويين في انعدام الشرعية، والعجز عن إدارة البلاد، التي لا سبيل لإنقاذها إلا بإجراء الإنتخابات، التي هي كلمة حق يراد بها باطل، فالسفير الأمريكي يعلم مثلما تعلم دول العالم اللاعبة عن غير حق في الملف الليبي، والمسيطرة في ظل انعدام السيادة على لــيـبـيــا، أن إجراء الإنتخابات فعلياً وعملياً ليس بتلك السهولة التي يتم بها طرحها نظرياً وكلامياً، وأنّ القصد من كلام نورلاند هو إدخال البلاد في حالة فراغ سياسي وإداري وربما أمني كامل، تمهيداً لما هو أسوأ بتقسيمها وإنهاء وجود الكيان الليبي الموحد، الذي أنشأته دولة الاستقلال قبل 71 عاماً، وحافظت عليه دولة سبتمبر طيلة 42 عاماً، ومزقته وأفشلته فوضى ما بعد فبراير خلال 12 سنة حِسافاً عِجاف.
لا يا سيد نورلاند، لن يسمح لك الليبيون الذين رغم كل مآسيهم وكوارثهم، التي كانت دولتك الظالمة وشركاؤها وعملاؤها سبباً فيها، لا تزال لديهم بقية من إرادة وطنية وكرامة وانتماء، بأن تنفذوا مشروعكم القذر، وسيتحرك الوطنيون وهُم الكثرة الغالبة، لحماية كيانهم الوطني الواحد، ووجودهم في وطنهم الموحد، وتأسيس دولتهم الحديثة، وتنظيم انتخاباتهم النزيهة، وإصدار دستورهم العصري، وتحقيق تنميتهم وتقدمهم، وهذه ليست شعارات ولا مزايدات، لكنها حركة التاريخ وقوانينه وحتمياته، ذلك التاريخ الذي لم يتوقف عندكم ولن ينتهي بِكم {كما زعم فيلسوفكم المفلس فرانسيس فوكوياما ذات يوم}، التاريخ الإنساني الذي أعطاكم دروساً كثيرة في إمكانية نهوض الشعوب من تحت رماد العدم، إلى أديم البقاء والوجود، لكنكم ولأنكم يا أيها الأمريكيون والأوربيون المتغطرسون لا تتعلمون، فإنكم لا تفهمون ولا تتعظون، وتعيدون تكرار وإنتاج أخطائكم ذاتها بوسائل أخرى وفي مناطق مختلفة، وتنالون نفس الفشل والإخفاق، وفي لــيـبـيــا الغريبة العجيبة التي لا تعرفون .. أيضاً بإذن الله ستفشلون.
ولـتـبـقَ لــيـبـيــا حـتـى زوال الـزمـن.