النكبة الليبية اليوم في عامها الحادي عشر، وما زلنا نحن الليبيين نعلق آمالنا على خارج ادعى صداقتنا، ونوهم أنفسنا أنهم سيساعدوننا، وجلهم يدعم من يتصدرون المشهد الليبي، ومنهم من ادعى صداقته للشعب الليبي، إلا أن الحقيقة يتشاركون في اقتسام ليبيا وشعبها.
وعود هؤلاء المحتلين كثيرة وكاذبة بتقديم أي حل يحقق آمال شعبنا في استرداد حقوقه وسيادته، فآن الأوان لنزع ثقته من هؤلاء والبحث عن خلاص من نكبتهم وواقعهم الراهن المرهون بأنفسهم، هذا الخلاص الذي يبدأ بتخلص ذواتنا المشوهة بالقيم المريضة التي اغتالت إنسانيتنا وأغلقت عقولنا عن محاكاة المنطق ولغته، علينا أيضا الخروج من حالة الشك في قدراتنا والاستسلام ليأسنا وعجزنا، لترسيخ القيم الإنسانية في حياتنا، السيادة والعدالة والمساواة والحرية والحقوق، السؤال هل سيتم إعادة إعمار ليبيا كما يدعون؟
ربما السؤال الأصح: هل يمكن إعادة إعمار ليبيا الرازحة تحت احتلال 4 قوى عالمية وإقليمية رخصت لمراكز القوى تدمير ليبيا اقتصادا ومجتمعا وثقافة وإنسانا؟
الكلام عن إعادة الإعمار في ليبيا المدمرة والفاقدة لقرارها الاقتصادي والسياسي هو كلام عبثي وهلوسات يتداولها من يلوذ بالتبعية للاحتلال، برفض هذه القوى لتقديم أي حل سياسي وإصرارهم على استنزاف موارد ليبيا الاقتصادية واستدراج مواردها البشرية للاسترزاق لشرعنة احتلالهم وتثبيته، فهم بذلك ليسوا معنيين ولا مهتمين بإعادة إعمار ليبيا وشعبها، بل استثمارها من مافياتهم الاقتصادية بمشاريع لا تعود ريعيتها على الشعب الليبي، ولن تمنح الليبيين الإمكانية في إعادة إعمار وطنهم، فهذا الإفقار والتجويع الممنهج وضعف بنية الشعب ووضعه تحت خط الفقر وإجباره على سلوك كل الدروب الفاسدة لتأمين لقمة العيش، ما نسمعه اليوم من تملك هذه الدول لمواقع اقتصادية وجغرافية مهمة لتنفيذ المشاريع الاستثمارية التي ستقيمها مافياتها فتمكنها من غسيل مالها الأسود، وتحولها إلى ربحية شرعية بعيدة عن مضايقات القانون الدولي، ستكون بإشرافها وأرباحها ستعود لها وليس لشعبنا، وكل ما سيحصل عليه الليبيون، أن يكونوا خدما لدى هؤلاء.
بدون حل سياسي ينهي الاحتلال ويحمي وحدة ليبيا وشعبها وينهي نظام الاستبداد بكل أركانه وقواعده ويمكن المواطن الليبي من امتلاك قراره وسيادته، فإن الكلام عن إعادة إعمار وصياغة دستور هو للإلهاء والتضليل.