مرارا وتكرارا تـرفض السفينة التركية المشبوهة «كوسوفاك» التفتيش من قبل أعضاء إيريني، وترفض دخولهم السفينة التي في طريقها إلى ميناء مصراتة، إيريني ليست مجرد خفر سواحل ولا منظمة دولية لترسيم الحدود البحرية وحمايتها، إيريني هي عملية عسكرية أوروبية مكلفة بتطبيق القرار الدولي الذي يقضي بعدم استيراد ليبيا للسلاح منذ 2011 لتجنب صراعات أهلية، وحماية المنطقة من فوضى السلاح لحين قيام دولة.
تركيا الداعمة لعصابات طرابلس المسلحة لم تتوقف يوما عن إرسال الأسلحة لليبيا منذ سقوط نظامها السابق وهذا متفق عليه، ولكن الذي ليس مقبولا هو هزلية الكيان الأوروبي، الغول الذي هدد العالم والمنطقة المتمثل في الاتحاد الأوروبي، فمن المفروض أنه قوة ضاغطة في المنطقة لضمان الأمن والاستقرار خاصة قبالة شواطئ أوروبا، فبعد إخفاق عملية صوفيا التي أصبحت مجرد منقذ للمهجرين غير الشرعيين العالقين في عرض البحر المتوسط، واستبدلت مهامها الأساسية من حظر تهريب الأسلحة إلى منظمة إنسانية أثقلت الاتحاد ميزانية مضاعفة في إنقاذ البشر الهارب إلى أوروبا، إيريني ليست استكمالا لصوفيا، بل عملية منفصلة، ولكن لنفس الهدف، إلا أنها عرت وكشفت مدى التواطؤ التركي مع الغرب على ليبيا، ومدى سطوة السياسة التركية على المجتمع الدولي بشكل عام، فعدم سماح الأتراك بتفتيش سفنهم المشبوهة والتي تحمل السلاح والمدرعات إلى ليبيا تحديدا إلى كل الحكومة الموالية لأنقرة وإلى بعض التشكيلات المسلحة هو انعكاس حقيقي لمؤامرة دولية، ولا يعد هذا التصرف الأول ولا الأخير الذي تقوم به تركيا، إن الخروقات التي تتبناها تركيا كسياسة أمر واقع في المنطقة أصبحت تحصيل حاصل، فهي لم تعاقب عما تفعله حيال هذه التجاوزات، بل كل الردود تأتي في إطار المناكفات والتحذيرات والاستنكار فقط، وهذا ليس على الصعيد العربي، بل حتى على الصعيد الدولي تعامل تركيا بهذه الطريقة، ولك فيما فعلته مع أمريكا عند شراء أنقرة نظام الدفاع الجوي الروسي اس-400، في السنوات الماضية مما زعزع العلاقات مع واشنطن ظاهريا التي تقول إن هذه الصواريخ لا تتوافق مع أنظمة حلف شمال الأطلسي، وهذا ما يعرضها للعقوبات الدولية، ولم تحدث هذه العقوبات بمعناها الحقيقي، إضافة إلى تهديد أنقرة بفرض عقوبات على شخصيات تركية ردا على أنشطة التنقيب التي تقوم بها في شرق المتوسط، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلل من شأن هذه التهديدات، مثل كل مرة، وهذا يأخذنا إلى أن المجتمع الدولي لا توجد فيه أعراف ولا قوانين ولا أحكام ثابتة، بل توجد فيه مصالح واعتبارات ودول مسيطرة والبقاء فيه للأقوى، فمن المثير للقلق في المنطقة بشكل عام أن هناك تواطؤا مشبوها بين أمريكا وبين الأتراك، وبين الأتراك وبين الألمان، حتى إن اجتمع القادة الأوروبيون، في أكثر من مناسبة، وتجرى مباحثات من قبل الاتحاد الأوروبي حول العلاقات مع أنقرة تقابلها الخطوات التركية أحادية ضد مصالح دول الاتحاد، مثل ما فعلته في كلٍّ من سورية وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط والحدود البرية مع اليونان، في المقابل تم منح تركيا حوافز كثيرة، مثل تجديد اتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، وتسهيل الحصول على التأشيرات، ومنح المزيد من الأموال للاجئين، ظنّاً منهم أن هذه الإجراءات كفيلة بتهدئة أردوغان وكسبه إلا أن هذا الانبطاح غذى غطرسة أوردغان، حتى وصل تحديه لأوروبا وسط مياهها.
Kayıt Ol
منذ 5 أشهرI am an investor of gate io, I have consulted a lot of information, I hope to upgrade my investment strategy with a new model. Your article creation ideas have given me a lot of inspiration, but I still have some doubts. I wonder if you can help me? Thanks.
Tommy Makofsky
منذ شهرينThis article pushed me to re-evaluate some of my assumptions, well done.
Be the first to comment