صفحات لا تنسى وفي حياة الإنسان مواقف كثيرة يتذكرها، فسنوات العمر تمر بمراحل يشعر فيها الإنسان بأنه يسلك الطريق الصحيح، وأن الزمن قد توقف والأحلام قتلت والسقوط وقع، هكذا يعيش الإنسان بين الأمل والرجاء واليأس والإحباط والهزيمة وتحطم الآمال، فالصورة التي نراها الآن والمشهد السياسي الذي أمامنا مبهر، لذلك عندما يتعرى الحديث وتشق الكلمات القلوب توجع أمام ما يصنعه المنافقون الذين يدسون السم في العسل، فالمذاق حلو والتأثير قاتل، فالحديث عن السياسة حديث جدلي لا حقيقة فيه، يتسم بالخداع وإطالة الوقت، والساسة هم مجموعة من المتلونين يستطيعون أن يغيروا ويبدلوا أفكارهم وكلامهم حسب المصالح والأهواء والنفاق السياسي في الوقت الذي فيه ينعم أمراء الحروب والمرتزقة وزعماء الميليشيات الإرهابية ورؤساء الإرهاب وتجار البشر بسرقة أموال الشعب ونهب ثرواته، ويتلذذون بتعذيب المواطن حتى أوصلوه لحافة الانهيار وإلى طريق مسدود لا أمل له في حياة أفضل، الأمر الذي فقد فيه الشعور بالحياة والمستقبل، وظل تفكيره محصورا في ماذا يحمل بين يديه آخر اليوم لسد رمق أطفاله أمام هذه الجرائم المتكررة في حق المواطن الليبي، وانتهاك الوطن وسيادة الشعب واستباحة الأرض أمام الاستعمار الأجنبي، هل تستحق فبراير أن يذكرها الشعب الليبي بخير؟ المواطن الذي يعاني الأزمات المتكررة ويحلم ببناء دولة العدالة والمساواة والقانون ويحلم بحكومة تحقق له الاستقرار والسلام حكومة توافقية فعلا تمثل كل الليبيين وتلبي مطالبهم وتحل مشاكلهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية حكومة جادة تعمل لمصلحة المواطن وحماية الوطن وسيادة الشعب عازمة على المضي قدما في بناء دولة وإعادة مؤسساتها وتفعيلها لتوفير الأمن والأمان للمواطن ليعيش بحرية فوق الأرض وتحت الشمس تضمن حقوق الإنسان المشروعة وممارسة حقه الشرعي في الانتخابات التي أصبحت تشكل بالنسبة له بعيدة المنال ولا يضمن نتائجها لأنها تمثل الإرادة الوطنية والديمقراطية المباشرة حيث أصبحت هاجسا لمن هم في السلطة الآن وبعيدا عن ممارسة الديمقراطية الشعبية المباشرة والتداول السلمي على السلطة ما خلفت لهم دافعا للتفاهم على إبطالها وعلى الولوج في مسار تقاسم هذه السلطة والغنيمة.
إن الاستمرار في المشهد نفسه الذي لم يحقق انفراجا واستقرارا في الماضي لا ينبئ بخير، فليس أمام المواطن الليبي في كل مكان إلا أن يدرك حقيقة واحدة بأن دعائم السلطة الحاكمة ومن هم في المشهد السياسي الآن هي الميليشيات الإرهابية، وقوة السلاح لا قوة القانون وإرادة الشعب.