تتعرض المرأة العربية في مناطق النزاعات العربية وفي المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإسلامية السياسية وحتى في بعض الدول التي تحكم بمفهوم الدولة الدينية والتي تنجر إلى سنوات الصراعات السياسية في مراحل من التاريخ بغطاء ديني، تتعرض إلى التحقير، وتتعرض للإهانة، مع أنها هي الأم والأخت والزوجة، وكثيرا ما يلحق بها معاملات تسيء إلى إنسانيتها، ويتم اعتبارها قاصرا عقلا ودينا.
ورغم حيازتها الريادة العلمية والتعليمية وفي كل المجالات لا يزال المجتمع الشرقي يحط من قيمتها ويقلل من دورها الريادي وأكثر في المجال السياسي وللأسف مع نشاط المنظمات الإسلامية السياسية برغم أنها تستغل المرأة في عمليات إرهابية بتفخيخها بالأحزمة الناسفة لتفجير الاجتماعات والأسواق والشوارع المزدحمة، ومثلت مؤامرة الربيع العربي التي استهدفت تونس وليبيا ومصر وسوريا وأغلب الأقطار العربية مع حدة من هنا وخفة من هناك، وفي ليبيا استغلت أطراف المؤامرة بعض النساء في حقنهن بالعمالة لقطر وبعض الدول المشاركة في العدوان على ليبيا، وفي تونس تحولت التنظيمات السرية للإسلام السياسي التي كانت تعمل في الخفاء ما قبل فوضى الربيع العربي إلى توظيف بعض الشابات في العمل الإرهابي.
وسجلت المعلومات الصادرة في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة المحلية والدولية نقل العديد من دفعات متتالية للشباب من الجنسين إلى مواقع التدريب في تركيا عبر التنظيمات الإرهابية في ليبيا ومن ثم إلى سوريا ضمن جيوش الدولة الإسلامية في الرقة السورية والمناطق التي تسيطر عليها، واستغلت المرأة فيما يخالف عفتها وكرامتها الذي أكرمها الله، لا خلاف في ذلك حسب نواميس الخلق والطبيعة، وحسب حقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق المحلية والدولية وإن كان ذلك كغطاء عن المجتمعات المتخلفة في جغرافيتنا العربية، وبرغم تواجد المرأة العربية في مواقع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي إلا أن تواجد التنظيمات الأيدولوجية التي تعتمد الفكر الظلامي والذي هو أصلا ضد حرية المرأة إلا فيما يحقق أهدافه في العنف والإرهاب والوصول للسلطة بوسائل تخالف حتى عقيدته الدينية المتطرفة في التكفير ورفض مدنية الدولة بإضفاء الحرام والكفر وكأن الدولة مفهوم تختزل في صورة مخلوق بشري يتم تهديدها بالخلود في النار وحرمانها من الجنة، ومن هنا يختلط الجهل بمقاصد الدين وسماحة الإسلام في المساواة بين الناس ذكورا وإناثا، وأن العمل الذي يقوم به كل منهما يمثل في جوهره علاقة محددة بين الله والفرد، وبالتالي لا يصح تحميل المرأة وحدها كأي فرد خلقه الله بالتساوي له ما له من حقوق وواجبات على نفسه وعلى الأسرة وعلى المجتمع وعلى الدولة بما له تجاه ربه في كل الصور دون النظرة الدونية للمرأة من قبل الرجل أو المجتمع.
إن ما يحدث في بعض المناطق العربية بمحاولات متكررة للحط من دورها، قد يفقد المرأة العربية من المكاسب التي تمتعت بها في مراحل التاريخ الحديث بفعل الثورات العربية التقدمية ذات التوجه التنويري والحداثة في الفكر والمنهج وإضفاء على المرأة العربية المسؤولية في تقدم المجتمع العربي في كل المجالات، ويأتي التعليم في مقدمة الدور الذي أصبحت فيه رائدة متميزة.