للإجابة على سؤال عنوان المقال ، سنبدأ بحدثين مهمين ،
أخرهما حدث أمس في تشاد . حيث عمت المظاهرات مدنها وتوجهت لقاعدة فرنسية في ابيشي ورفعت العلم التشادي
فوقها للتعبير عن طرد القوات الفرنسية والتواجد الفرنسي
في تشاد هذه المظاهرات بقيادة تيار يرى في فرنسا عدوا للتشاد ولاشك أن هذا يصب في صالح روسيا التي بدأت التواجد بقوة في إفريقيا منذ سيطرتها على دولة إفريقيا الوسطى ومالي وتواجدها في سرت والجفرة في ليبيا ما يعني انها صنعت خط ( كوردور) يفصل إفريقيا إلى قسمين.
بالإضافة إلى تواجد روسيا شمال قناة السويس في البحر المتوسط وفي قاعدة طرطوس البحرية في سوريا.
تواجد الروس في مالي واقترابهم من النيجر التي تمثل عصب حياة لفرنسا بل و الأكسجين لتنفسها من خلال 4000 طن يوراينيوم تستوردها فرنسا من النيجر لتشغيل شبكتها الكهرباءية ، فنسبة 75% من كهرباء فرنسا هي نووية ولا تملك فرنسا اليورانيوم الا ما تستورده من مستعمرتها السابقة النيجر. والتي اقترب منها الدب الروسي كثيرا.
ففرنسا بدون كهرباء ستصبح مثل أي دولة أفريقية متخلفة.
الحدث الآخر المهم قبل ايام هو زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجزائر . فالجزائر تعتمد على السلاح الروسي منذ عقود . كما أن الخلاف المزمن بين فرنسا والجزائر
والخلاف المزمن بين الجزائر والمغرب يجعل الجزائر حليف قوي لروسيا. الجزائر التي لها حدود في جنوبها مع النيجر ايضا .
الدول الكبرى تجيد اللعبة الخطرة وبنفس طويل وتخطيط استراتيجي لسنوات وليس لايام ،ونقل المعركة بعيدا عن ارضها لحماية ارضها جزء من التخطيط الاستراتيجي العسكري.
(فحسابات التاريخ تختلف عن حسابات البقالة )
لقد بدات امريكا بتوسيع حلف الناتو بضم دول الشمال ( فنلندا والسويد ) للحلف مؤخرا .
الدور البريطاني في ليبيا دور مهم ومحرك للسياسة الأمريكية.
بريطانيا لديها مشروع في سرت لا نعلم تفاصيله بالضبظ.
امريكا أمس صرحت انها مع تجميد أموال النفط الليبية في حساب خاص حتى يتم تقديم مشروع تقاسم الثروة في ليبيا وبهذا تسيطر امريكا على موارد النفط بشكل تام بالإضافة إلى الأموال الليبية المجمدة لديها والتي تخص مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة الاستثمار الليبية. LIA
نفوذ امريكا وبريطانيا يسيطر على ليبيا منذ 2011 من خلال سيطرتها على البنك المركزي ومؤسسة النفط فصنع الله والصديق الكبير
مدعومان من قبل بريطانيا وأمريكا بشكل واضح.
لقد تم تغير اكثر من خمس رؤساء حكومات ولم يتم الاقتراب من هذان الشخصين.
التخوف الآن هو أن تصبح ليبيا أرض معركة كسر عظم للخلاف الروسي الاطلنطي.وتحريك داعش للعودة للضرب داخل الأراضي الليبية.وقد ترتبط الجماعات المتطرفة مع جماعات الإرهاب في مالي وصولا إلى بوكو حرام في نيجيريا.ولتستمر الفوضى في ليبيا.
فليبيا في قلب العاصفة. ولديها مشكلة مزدوجة. اولا مشكلة غياب نظام سياسي وهيكيلة إدارية ومشروع اقتصادي محلي يحل مشكل توزيع الثروة ويخفف مشاكل الصراع على المشاع وثانيا مشكل خارجي هو الصراع الروسي الاطلنطي وتواجد روسيا في إفريقيا وعلى حدودها. وتواجد القوات التركية في ليبيا. بالإضافة إلى توقف النفط وارتفاع الاسعار والتى تنذر بمجاعة في إفريقيا اذا ما سلم منها الليبيون فلن تسلم منها ليبيا من خلال هجرة المجاعة الإفريقية والتي قدرها البنك الدولي بقرابة 30مليون افريقي معرضون الجوع. مما يعني زحفهم للداخل الليبي خاصة وأن حدود ليبيا الان مفتوحة
لكل من هب ودب للأسف.
اللهم احفظ ليبيا والليبيون.
Be the first to comment