فكرة إقامة الدور السداسي لدوري كرة القدم الليبي للموسم الحالي خارج ليبيا هي تعبير عن الواقع المزري الذي وصلت إليه البلاد، فهي أولا سابقة عالمية ستسجل باسمنا بكل فخر، فنحن صرنا ندار من الخارج وكل ملفاتنا مطروحة على طاولة الخارج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وها هي الرياضية تتبع ذات النهج، لقد وصلنا إلى حالة من الهوان، صرنا نفرح بنقل داخلنا إلى الخارج، وعلى رأي الشّاعر «لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن صدور الرجال تضيق»، لقد ضاقت صدورنا بنا وانفتحت على الخارج الذي فيه نتفاوض ونتلقى التعليمات ونعالج ونجتمع ونتحاور ونلعب الكرة، وكأن ليبيا ليست مليونا وسبعمائة كيلو متر، وكأن ليبيا لم تكن يوما فيها يتحاور الخصوم وتتوسط بينهم وتقودهم، وصرنا نبحث عن مساعدات الخارج وصدقاتهم ونفضل من يوفر لنا الملاعب والفنادق وتذاكر الطيران والفار، وكأنما لسنا من دول الأوبك، إنها حالة من الهوان مزرية، ورفضا لهذه الحالة على الأقل من أهل المجال الرياضي وحفاظا على كياننا أتمنى أن نصر على اللعب في بلادنا، ورفض كل فكرة تدعونا للذهاب خارج ليبيا، فبلادنا وشخصيتها أهم من كأس الدوري.