لقد أدى انهيار القطبية الثنائية التي كان يمثلها الاتحاد السوفيتي في 26-12-1991 وتفكك جمهورياته البالغة 15 جمهورية إلى ظهور نظام عالمي جديد برزت فيه الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأكثر قوة وسيطرة على العالم، ولم يتبق من تلك الجمهوريات ذات التأثير الدولي القوي عسكرياً سوى جمهورية روسيا الاتحادية التي تعد أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها قرابة 18 مليون كيلومتر مربع، تمتد عبر قارتي آسيا وأوروبا من المحيط المتجمد الشمالي (البحر الأبيض) إلى البحر الأسود جنوباً، ومن بحر البلطيق غرباً إلى المحيط الهادي شرقاً. ويبلغ عدد سكانها 146 مليون نسمة، ويعيش أغلب سكان روسيا في الجزء الغربي من البلاد، ويقل عدد السكان في الجزء الشرقي ذي المناطق الوعرة والنائية، ولقد دخلت روسيا مرحلة جديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بالانتقال من دولة ذات اقتصاد مركزي إلى دولة ذات اقتصاد حر، وتنوع نشاطها الاقتصادي تنوعاً كبيراً، حيث تعتمد على الزراعة والصناعة وإنتاج النفط والغاز والتعدين وصيد الأسماك، وأصبحت داعما مهما للاقتصاد الأوروبي، حيث تمد أوروبا بأكثر من 40 % من احتياجاتها من الطاقة.
وعلى الصعيد الدولي أصبحت روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي في امتلاكها للأسلحة النووية وحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن، ودولة ذات مكانة دولية مرموقة، حتى أصبحت مصدر إزعاج لدى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سياسات الرئيس بوتين الذي يرفض الهيمنة الأمريكية على العالم، والراغب في استعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي السابق.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بدور الشرطي والتاجر والمالك ومحور ارتكاز النظام الاقتصادي العالمي، وإلغاء دور الأطراف في العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وتواصل تمددها في جمهوريات شرق أوروبا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي ضمن إطار حلف الناتو سعياً للمزيد من الهيمنة والتوسع باتجاه روسيا، بالرغم من الوعود التي قدمت لروسيا بعدم التمدد باتجاه شرق أوروبا وعدم انضمام دول شرق أوروبا للحلف الأطلسي حفاظاً على أمنها القومي وتفادياً لأي صدام قد يؤدي إلى حرب كونية نووية، وقد شعرت بعض دول العالم ومن بينها روسيا والصين والهند وكوريا الشمالية بخطورة الهيمنة الأمريكية وقيادتها للعولمة الاقتصادية والسياسية، حيث ظهرت مجموعات وتكتلات مثل النافتا والنمور الآسيوية ولقاء الصين والهند وروسيا ومجموعة الدول المستقلة، وكل هذه التحالفات هي في واقع الأمر ملاجئ وحصون احتماء ضد مؤثرات النظام العالمي الجديد الذي برزت معالمه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهكذا يمكن التكهن بصدامات عديدة قد تحدث اقتصادياً وعسكرياً، ونشاهد اليوم بدايات حدوثها فعلاً بصورة غير مباشرة، وهذا ما اتضح في الحرب الروسية الأوكرانية والدعم الغربي المقدم للحكومة الأوكرانية الموالية للغرب والمعادية لروسيا.
أما أوكرانيا فهي دولة تقع جنوب شرق أوروبا، وكانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، واستقلت عنه عام 1991، وتبلغ مساحتها 603.700 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها 43.3 مليون نسمة وعاصمتها كييف، وتعتبر أوكرانيا دولة زراعية وصناعية وتعدينية غنية، وتتكون أراضيها من سهل منبسط خصيب يحده البحر الأسود من الجنوب وجبال الكربات من الغرب.
Otwórz konto na Binance
منذ 5 أشهرCan you be more specific about the content of your article? After reading it, I still have some doubts. Hope you can help me.
Be the first to comment