التدخل الدولي اعتداء على سيادة الشعب

إمكانية بناء الوطن وإعادة مؤسساته وتفعيلها وسيادة الشعب هي المهمة الأولى الواجبة، وهي غاية الجماهير الشعبية القادرة على هذه المهمة وعودة الأمن والأمان للمواطن الليبي وتمكينه من أن يقرر ما يشاء في شؤونه السياسية والاقتصادية عليه نلتقي ونلتف حول الوطنيين الذين يسعون باستمرار للوصول بالجماهير الشعبية إلى مبتغاها ومواصلة نضالها وتحرير الوطن وحل أزمة ليبيا وأزمات المواطن وتحرير البلاد ورفض التدخل الخارجي تحت مسميات براقة يصعب الاعتراف بها، فالممارسات الواقعة لهذا التدخل أعطت الصورة السلبية المحيطة بهذا المفهوم، حيث بدأ هذا التدخل الدولي الخارجي رهنا بإرادة الدول الكبرى وأدوارها في التعامل مع الدول الصغرى كمحاولة لطمس مفهوم السيادة الوطنية النابع من الإقرار بالمساواة القانونية بين الدول، من هنا برزت إشكالية العلاقة بين التدخل الدولي والسيادة الوطنية، فإن وضع تعريف دقيق للتدخل الدولي ليس بالأمر السهل، ويعود ذلك إلى حقيقة أن هذا الموضوع من أكثر الموضوعات إثارة للجدل القانوني فضلا عن كونه من أهم الموضوعات التي تتضارب في شأنها المصالح والغايات والأهداف، إلا أنه لم يفلح في تقنين القواعد المنظمة لهذا التدخل خلافا لما هو عليه الحال بالنسبة إلى العديد من الموضوعات التي من شأنها أبرمت العديد من الاتفاقيات والقوانين والشروط حيث ذهب الاتجاه إلى أن التدخل الدولي يقصد به أنّه تدخل في الشؤون الداخلية، أو الخارجية لدولة أخرى بقصد تنفيذ، أو الحيلولة دون تنفيذ عمل أو خضوع معين، كما أن الدولة المُتَدَخِلة تتصرف عن طريق السلطة، وتسعى لفرض إرادتها بممارسة ضغط واخضاعها والسيطرة عليها وتغيير الحالة الراهنة فيها.. وهذا ما حدث في ليبيا في الاعتداء على سيادتها في 17 فبراير عام 2011 والتي تعرضت لأكبر مؤامرة عسكرية وتدخل قوات الناتو في شؤونها الداخلية بدون مبرر وتدمير مؤسساتها وتدمير المؤسسة العسكرية في تدخل غير مشروع في شؤونها الداخلية، حتى أصبحت ليبيا رهينة للاستعمار الأجنبي، وساعدهم في ذلك العملاء والخونة وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، كل ذلك جاء من أجل القضاء على الصوت الثائر صوت الحرية والخلاص الأبدي المنطلق من ليبيا والرافض لسياسات الدول الغربية في أفريقيا والوطن العربي ورفض سياسات السيطرة والأطماع والسرقة والنهب والاختلاس والإرهاب وضرب مصالحهم في كل مكان لهذا جاء هذا الاعتداء والمؤامرة على ليبيا ومؤسساتها وشعبها ونظامها الداخلي لهذه الأسباب وغيرها ليس أمام الشعب العربي الليبي إلا توحيد الجهود والوقوف صفا واحدا لمواجهة أعداء الشعب والتصدي لهم ومحاربتهم ومكافحتهم وتحرير الوطن وتحطيم نواياهم الخبيثة بكل أشكال المقاومة وفي جميع مناطق ومدن ليبيا.
إن القوى الوطنية تدين بشدة إهدار المال العام وتسخير ثروة الشعب لصالح الحكومات الخارجة عن الشرعية التي تبث الفتنة وتنشر الفوضى للاستمرار في السلطة.