عودة المقاتلة للمشهد من جديد..
عودة بعض قادة الجماعة الليبية المقاتلة إلى مدينة طرابلس أخيرا بعدما هربوا منها بسقوط معقلهم في سجن الكلية العسكرية بطرابلس منذ سنوات والذي كان بالإضافة إلى ذلك معتقلا شهد العديد من حالات التعذيب والإكراه والإهانات، حيث فقد فيه بعض القادة الوطنيين حياتهم دون مراعاة لحق المعتقلين في الدفاع عن أنفسهم أو تكليف من يدافع عن قضاياهم، وتمكنت الجماعة الليبية المقاتلة التي اعتبرها مجلس النواب الليبي ودول أوروبية جماعة إرهابية من استغلال المال العام في رشوة حكومات عربية بتسليمها بعض المناضلين من القيادات الليبية الوطنية بدعم من سلطات هذه الحكومات التي هي في الأصل تحت إدارة تنظيم الإخوان المسلمين التي تعتبر الجماعة الليبية المقاتلة ذراعها الإرهابي المسلح، وتمثل عودة قادة هذه الجماعة منحى خطيرا بالرغم من صدور مذكرات اعتقال من قبل النائب العام في حق هذه القيادات، وهذا الرجوع وبهذا التحدي والعجرفة له علاقة بترتيب المشهد الليبي السياسي والأمني في اتجاه حدوث عمليات إرهابية في الجنوب، وأكثر من ذلك دعم رئيس حكومة ما يسمى الوحدة الوطنية عبدالحميد دبيبة المنزوع عنها الشرعية من قبل مجلس النواب إلى هذه الجماعة، للوقوف في صالحه ودعمه للبقاء أطول في السلطة، وهذا هو مشروع الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة لاستغلال هذا الارتماء في أحضانهم، وفي هذه الحالة يمكن تفسير ما حدث بعودة الإرهاب بطرق مختلفة طالما تعهد لهم الدبيبة بالصرف المالي دون حدود، كما تعهد للمفتي الصادق الغرياني من قبلهم بذلك، وتتيح هذه العودة أيضا بتمكين الإسلام السياسي بتقوية تنظيماته السرية التي تشتت وفقدت مواقعها وساحاتها في مناطق كانت القوات المسلحة العربية الليبية قد حرمتها منها بالقيام بالتوسع في صناعة الإرهاب، والأمر الأكثر خطورة هذا الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه قطر للتنظيم الإخواني وللجماعة الليبية المقاتلة في وجود سلطة منزوعة الإرادة الوطنية، والأكثر خطورة تواجد المرتزقة السوريين بهذا الحجم القتالي والوجود العسكري التركي الذي سيكون لصالح الجماعة الليبية المقاتلة في أي مواجهة مع الشعب الليبي، ويحتم على الشعب الليبي وقواته المسلحة الاستعداد لمعركة التحرير الوطني بأساليب الكفاح المسلح لطرد العدو التركي من محاولة تحقيق أحلامه في بناء الدولة العثمانية الحديثة انطلاقا من سيطرته على المنطقة الغربية من الكراريم شرق مدينة مصراتة وحتى الوطية غربا، وعدم السماح للمنظمات الإرهابية أن تغير من أساليبها الخبيثة مستفيدة مما يحدث في العالم من صراع في شرق أوروبا لينعكس بالأساس على ليبيا والمنطقة العربية ضمن المساومات وإملاء الشروط ما يخدم هذه الفزاعة الغربية ضد دولة الاتحاد الروسي والتي تجد فيه التنظيمات الإخوانية فرصة في تقوية تنفيذ مشروعها الهدام في منطقة شمال أفريقيا، وما يحدث في تونس ومصر وجنوب ليبيا من عمليات إرهابية إجرامية مرتبط بمحاولات الدعم الإخواني لهذه العمليات.
Be the first to comment