تاريخيا تعرضت الكعبة المشرفة، وهي بيت الله الحرام، للغزو بقيادة أبرهة الحبشي.. ولم تكن لقريش سكان مكة المكرمة القدرة على صد ذلك الغزو، فكانت كلمة زعيمهم عبدالمطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم المجلجلة الحكيمة «للبيت رب يحميه»، فكان النصر الإلهي والقضاء على أبرهة وجنوده وفيلته بالطريقة التي نعرفها جميعا والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
وإسقاطا على واقعنا اليوم ومقاربة لتلك الواقعة بما عليه حال الإسلام والمسلمين الآن وعدم قدرتهم على صد أعدائهم خاصة من اليهود والصهاينة وعدم القدرة على مواجهة مخططاتهم ومؤامراتهم الكثيرة مما نجم عن ذلك خروج جماعات متطرفة عنيفة تتدعي أنها بوحشيتها وجرائمها تدافع عن الإسلام وتقضي على أعدائه… لذلك يجب أن يقال لهم لا حاجة لنا بكم فإن «للإسلام ربا يحميه» وذلك قياسا على ما قاله عبدالمطلب سابقا «للبيت رب يحميه» فكان له ما أراد.
وتاريخيا هناك إثبات لذلك:
فقد تحول المغول والتتار الأعداء الأشداء للإسلام والمسلمين والذين فعلوا ما فعلوا في بغداد والشام من جرائم إلى مدافعين عن الإسلام وحاملين لراياته، إذ قاموا بنشر الإسلام في الهند والصين ومعظم بلاد المشرق، وأقاموا ممالك إسلامية ما زالت آثارها باقية إلى الآن.
خرج الإسلام منتصرا في بلاد المسلمين في آسيا الوسطى التي سيطر عليها الشيوعيون بزعامة الاتحاد السوفيتي لمدة 80 سنة، خرج بعدها الإسلام منتصرا ومنتشرا بسرعة في بلاد الشيوعيين سابقا.
وخرجت دول الاستعمار بريطانيا وفرنسا وإيطاليا من البلاد العربية والإسلامية المستعمرة لها وبقي الإسلام بعدهم فيها قائما منتصرا… بل هو يزحف سلميا ودعويا إلى وكر هذه الدول الاستعمارية في عقر دارها.
ويجب ألا نخاف من المد الشيعي الآن بزعامة إيران لأنها بشكل من الأشكال هي بلد مسلم ذات معتقد إسلامي.. وفي النهاية سينتصر عليهم المذهب السني لا محالة كما انتصر سابقا على المذهب الإسماعيلي الشيعي في عهد الخلافة الفاطمية.
إذن سيكون دائما «للإسلام رب يحميه» إن شاء الله.
الدفاع منا عن الإسلام يجب أن يكون دائما بفعلنا وتقدمنا الحضاري والأخذ بأسباب الحضارة والتقدم وليس بغير ذلك، إذ لا قدرة لنا على ذلك كما أثبتت تجارب التاريخ، لأن فعلا «للإسلام ربا يحميه» وللتأكيد فدفاعنا عنه يكون بإنسانيتنا وتقدمنا العلمي والحضاري ليس بالتطرف وارتكاب الجرائم بحجة الدفاع عن الإسلام.