سنــاب وتيــك تــوك.. والباقي عندكم
في الفترة الماضية ألقت قوات الأمن المصرية القبض على فتاة تعرف بفتاة الـ»تيك توك»، تنفيذاً لحكم قضائي بسجنها 10 أعوام وتغريمها 200 ألف جنيه (حوالى 11 ألف دولار أمريكي)، بتهم «التعدي على قيم الأسرة المصرية» والاتجار بالبشر ونشر فيديوهات «تحرض على الفسق» عبر تطبيق «تيك توك» لمقاطع الفيديو القصيرة، إلى جانب تهمة استغلال أطفال في تصوير فيديوهات لتحقيق الربح المادي.
هذا ما فعلته دولة عربية إسلامية تحافظ على قيمها وأخلاقها وسط فوضى التمدن من خلال المزج بين إيقاع العصر والاحتفاظ بالأصالة.
إلا أنه في ليبيا الوضع مختلف، هناك موجة من الفوضى الإلكترونية الممنهجة ضد القيم والأخلاق فصناع المحتوى من الشباب أصبحوا قادة رأي وصنعوا أسلوب حياة من خلال ما يقدمونه من محتوى هابط لا يليق، ليس بقيمنا فقط، بل تعدى القيم الإنسانية المتعارف عليها عالميا.. نحن أمام تطور تكنولوجي رهيب، لن تصمد فيه إلا المجتمعات التي ينظمها القانون وتحكمها القيم والأخلاق، المجتمعات أحيانا لا تستهدف بالصواريخ، بل يستهدف شبابها من خلال تجنيدهم لضرب القيم الفاضلة، ولكي لا نتهم بالرجعية والانغلاق وتكبيل حرية الرأي والتعبير والإبداع، نحن ندعو إلى تفعيل منظومة القيم الاجتماعية والتفرقة بين الغث والسمين والرث والثمين.
سابقا كان يطلق على عالم الإنترنت عالم افتراضي أما اليوم فهو عالم واقعي ومواز لحياتنا الطبيعية ويتمتع بكافة مكوناته، حتى أن جرائمه أصبحت تفوق العالم الواقعي من نصب واحتيال وأعمال لاأخلاقية تمارس على مختلف الأعمار.. اليوم ليبيا قد تكون ضمن الشعوب التي داهمتها هذه الفوضى، فمن ضمن تداعيات الحروب إفراز فئة من البشر سهل اقتيادهم لاستكمال المشاريع التخريبية.. ليصبحوا أدوات هادمة لمجتمعاتهم، قد تدعي بعض ما يطلق عليها الأجهزة الأمنية أنها تحارب هكذا ظواهر ومنها (الردع) إلا أنها جزء من هذه المؤامرة، فهؤلاء المجرمون المتسترون تحت أسماء صناع المحتوى يصولون ويجولون داخل طرابلس وضواحيها ويستقبلون بالسيارات المصفحة في مهابط الطيران ضمن نطاق هذه الأجهزة، هم مجاهرون بالرذيلة، حيث تبدلت الأدوار واختلط الحابل بالنابل، وما يبث اليوم ليس سرا أو تسجيلات مهربة، بل هو معلن تحت جملة من الأسماء المبتدعة من عصابة الإلكترونيين.
نحن لا نتأمل من دولة منتهكة السيادة وفاقدة الأهلية أن تكافح هكذا ظواهر، نحن نوجه تحذيرنا إلى عائلاتنا الليبية أن تأخد دور الدولة من حيث الرقابة والتفتيش وأيضا العقاب إلى حين قيام دولة ينظمها القانون، إن ما يتم الترويج له من حالات قبض على بعض المنحرفين أخلاقيا لا يشكل شيئا أمام ما يمارس داخل بعض الأوساط الاجتماعية التي لا تنفك عن المجاهرة بنشاطها صوتا وصورة عبر منصات السناب شات والتيك توك ولايكي.. الخ، لقد شوهت العصرية والتقدم التقني من خلال استغلال العملاء الذين ليسوا مدسوسين بل أسماء معروفة وتشغل مناصب مهمة في اللادولة، لبعض الشباب لضرب ما تبقى من ليبيا اجتماعيا.