من خان وطنه ظلم نفسه
المشهد السياسي المقبل في ليبيا هو مشهد مخيف وكارثي، مشهد البشاعة والطمع طالما يدار وتتم السيطرة عليه من الخارج أي من دول معادية للشعب الليبي تسعى من أجل السيطرة على ليبيا ونهب ثرواتها، تدار بواسطة عناصر سيئة مجردة من القيم والأهداف النبيلة والوطنية أثبتت سطحية تفكيرها، وكل ما تسعى إليه هو التسلط ونهب الأموال والخيانة والعمالة والتآمر على الوطن وتحويلها إلى حساباتها الخاصة.. ولهذا أصبح مشهد السياسة الليبية مشهدا كارثيا قد يقودنا إلى صراع لن ينتهي، وكل من في المشهد السياسي الآن يريدون أن تستمر الفوضى لتحقيق منافع ذاتية، وما يجري في ليبيا من فوضى سياسية يعد خطرا على المواطن والشعب الليبي أمام مسمع ومرأى المجتمع الدولي الذي يتخذ موقفا سلبيا من أجل اتساع دائرة الفساد والفوضى في ليبيا، إن هذه الممارسات وهذه العمالة والخيانة التي يمارسها من هم في المشهد السياسي الآن، ألم يستوعبوا الدروس الماضية بعد من التاريخ، إن أي عمالة لا تحترم القاموس السياسي حتى لو كانت لصالح المعتدي فهي مستهجنة ومحل ازدراء، ولعل اعترافات الخونة لأوطانهم بأنهم ارتكبوا ظلما في حق أنفسهم وفي حق أوطانهم وشعوبهم بعدما أصبحوا على قارعة الطريق وجردهم المستعمر من كل شيء دليل على ذلك، هؤلاء ليس لديهم شرف ولا حياء وما زالوا يصرون على القفز على منصة وهمية، ولهذا سيداتي وسادتي فإن مشروع هيئة الأمم المتحدة هو إنكار سياسة المراحل التي تعني السير في نفس الدائرة المفرغة واستبدال وجوه بوجوه أكثر بشاعة وأكثر بعدا عن أي مشروع، وهذا هو سيناريو الأمم المتحدة المعتاد وهو الذهاب إلى المجهول، لهذا لابد أن تكون هناك صحوة من أبناء الوطن بوجود ما يدور الآن من تآمر على الشعب من قبل الخونة والعملاء، سوف يعيش الشعب حقبة أسوأ من الفترة السابقة إذا أصر أبناؤه على التنافس غير الشريف على المناصب، ولهذا ما يشهده المواطن الآن من تناقض وخلاف وتنافس جهوي على المناصب بشكل مبالغ فيه حتى لو كان على حساب الوطن سيجعل هذا الشعب غير متفائل، لأن المشهد سوف يكون أسوأ مما فات حيث الفساد استشرى في كل مكان وأصبح متأصلا في من يسعى نحو انتشار الفساد، فالقادم سوف يكون أشد، ولهذا فأهداف الجماهير الشعبية أمام هذا التآمر على حياتها ومصيرها التحاور والتشاور وإقامة انتخابات وبناء دولة وتفعيل مؤسسات أمنية حتى يتوفر الأمن والأمان للمواطن، فالوطن أيها السادة هو حضارتنا التي نعتز بها ونلجأ إليه ونحس به وندافع عنه، فهو أنشودة الحياة الجميلة وبسمة الفجر الوردية على سطح المياه.
Be the first to comment