من المتعثر؟

هل يعتبر ذلك مؤشرا الى أن رحلة التجهيل الممنهجة قد بدأت؟ أغلب الأزمات لا تأتي في يوم وليلة إنما هي نتاج لقرارات فاشلة قد صدرت عن أشخاص لم يكونوا أهلا لما أوكل إليهم، ما يحدث هو أن دوامات مظلمة بدأت تبتلع هؤلاء التلاميذ والطلبة وذويهم الذين سقطوا من منظومة التعليم وأطلق عليهم اسم المتعثرين! ولكن يجب أن نسأل أنفسنا من هو المتعثر؟ هل المتعثر هو الطالب أو التلميذ الذي يجتهد في ظروف إن أردنا أن نصفها فلن نستطيع إلا وصفها بالسيئة جدا في ظل هذه المعيشة الضنكة التي باتت هي الحياة الطبيعية للمواطن الليبي الذي وقع ضحية تحت سيطرة حكومات متعاقبة لم تستطع انتشال المواطن ولو بجزء بسيط من مشاكله اليومية، حيث باتت ظاهرة التعثر الدراسي مصطلحا يشغل الكثيرين، وهذا بالإضافة إلى عدم وجود الكتاب المدرسي، وأيضا لسوء التنسيق في مواعيد الدراسة خلال العام، فلم يعد الطالب يعلم متى ستبدأ الدراسة ومتى ستنتهي، فقد أصبحت الدراسة في فصل الشتاء وفصل الصيف معا بدون فاصل ولا راحة، مما أدى إلى معاناة الطلاب التي لا تنتهي، فعبارة أسقطتك المنظومة ترعب الأهالي وهي الآن شغلهم الشاغل، فهم يكدحون ليلا ونهارا من أجل تعليم أبنائهم، علهم يغيرون شيئا من هذا الواقع المرير والبائس الذي أصبحنا عليه، فمعاناة الطلاب المرتبطة بآلية التسجيل المتبدلة والمتغيرة باستمرار على عكس ما كان التعليم عليه في السابق والذي يسجل فيه الطالب لمرة واحدة ويستمر حتى انتهاء دراسته، معاناة بدأ بها الطلاب عامهم الدراسي المتعثر بالإضافة إلى حرمانهم من الكتاب المدرسي، وهذا ما أنتجته قرارات وسياسات التعليم الحالي أو الدارج، وذلك لعدم قدرة المعنيين به على تبسيط تلك الإجراءات التي أصبحت تأخذ وقتا طويلا من الأهالي الكادحين من أجل لقمة العيش والتي أصبح الحصول عليها أمرا صعبا جدا وذلك على حساب وقتهم وجهدهم مما يكلفهم الكثير الذي لا يقدرون عليه، ولعل أهم ما يتمناه طلاب التعليم المتعثرون وصول سياسة تبسيط الإجراءات التي تتحدث عنها الحكومة لإيجاد حلول لمشاكل الطلاب.
ما يحدث لأبنائنا الذين هم جيل المستقبل لهذا الوطن يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول مستقبل مجتمع وضع أمانة التعليم وتربية أبنائه على عاتق أناس تقلدوا هذه المسؤولية ربما لأغراض شخصية لا لخدمة الوطن والمواطن.