الوطن عزيز على قلوب الشرفاء..

الحكومات التي وصلت للسلطة في ليبيا برعاية المجتمع الدولي لم تكن جادة في تعاطيها مع مطالب الشعب الليبي الواقعية والمنطقية، بل مارست الحكومات التضليل والشعارات الخادعة تلبية لرغبات الميليشيات المتمكنة في مفاصل الدولة، ومكنت العولمة وتطور الخدمات المالية العابرة للحدود الحكومات من إخفاء الأموال المكتسبة من الفساد، وانتزاع الموارد على نطاق هائل من الشعوب التي تحكمها.
إنه العبث والتخبط الذي أحدثته هذه الحكومات، وعجزت عن إيجاد حلول جذرية لمعاناة المواطن، ولقد جعلونا أضحوكة أمام العالم، وجعلت ليبيا تستجدي الغرب لحل المشكلات والأزمات السياسية والاقتصادية.
إن هذه الأزمات الخانقة، التي مرت بها ليبيا في كافة النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية، ضربت وبشكل مباشر توفير أبسط الاحتياجات ومتطلبات المواطن، الذي عجز عن توفير قوت يومه، في ظل ضعف هده الحكومات وانهيار الاقتصاد، وتضاعف الدين العام للدولة، وحسب التقارير الدولية فإن ليبيا غير مستقرة وفاشلة سياسيا واقتصاديا، ويوضح تقرير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن أزمة أسواق الغذاء الدولية جراء الحرب في أوكرانيا، وأن 511 ألف شخص من الليبيين يحتاجون إلى المساعدة، ويعاني ربع المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا نقصًا في الأمن الغذائي وغياب التخطيط الحقيقي، والخبرة في مواجهة الأزمات، مما جعل ليبيا مهددة بأزمة غذائية حادة نتيجة ارتفاع الأسعار.
إن الدول الاستعمارية هدفها تدمير الأوطان، والولايات المتحدة الأمريكية هدفها أن تبقى العجلة تدور في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي من جهة، وعلى إيقاع الصراع بين الدول الكبرى، حول مستقبل الغاز والنفط في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
إن الحكومات مرتبكة فاقدة للصلاحيات الحقيقية وللرؤية السياسية الوطنية وأصبحت خاضعة كليا لإملاءات صندوق النقد الدولي وتهتكت الطبقة السياسية بفعل عوامل الزمن والانفراد بالحكم في أسلوب إدارة الدولة. ولم يعد لدينا «سياسيون».
ليبيا الآن أصبحت تحت الوصاية الدولية، والميليشيات هدفها السيطرة والاستحواذ وخدمة المطامع الغربية في ليبيا، من أجل احتلال ليبيا لقد جعلوا ليبيا غير مستقرة، وخداع الأمم المتحدة ومجلس الأمن للشعب الليبي دليل أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يقفا مع الشرعية والمتمثلة في مجلس النواب، وتبين هدا الخداع بادعاء الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، ضمن السياسة الدعائية التي تمارسها على العالم، وتبين فشل الحكومات تحت مسمى ربيع الثورات، نحو التغيير للأفضل وتحسين أوضاع المواطن.
إن كل الشعارات التي رفعت سرعان ما تبخرت دون تحقيق أي نتائج، ولم ترفع عن كاهل المواطن المعاناة، ولم تتحقق الأحلام التي وعدت بها هذه الحكومات لرفاهية الشعب وتطلعاته نحو غد أجمل، من أجل حياة سعيدة.
إن ما يتطلبه الواجب من الشرفاء الوطنيين والحركات والأحزاب الوطنية الليبية الوقوف وقفة عز مع قواتهم المسلحة العربية الليبية الحصن الوحيد لأمن ليبيا واستقرارها وسيادتها من أجل الحرية والاستقلال الوطني والدفاع عن الوطن، وواجبنا الوطني أن نحافظ على الأرض والعرض والتصدي للأعداء والمتربصين بنا بكل الإمكانيات، وعلى الوطنيين الشرفاء الوقوف يدا واحدة ورص الصفوف والعمل على التصدي بكافة الوسائل الإعلامية والدعم الكامل للجيش لتأمين الحدود وبناء الدولة وإسقاط كافة المشاريع والأجندات الخارجية والدعوة إلى الوحدة العربية وتوحيد القارة الأفريقية.