قال رئيس الجزائر (عبدالمجيد تبون) إن بلاده دولة عظمى، ودون حاجة إلى تفنيد هذا الزعم وإثبات عدم صحته، فلا الجزائر عظمى ولا رئيسها الحالي هو من العظماء، فإن من المنطقي القول بأن أي ليبي مخلص لوطنه وانتمائه العروبي والأمازيغي والإسلامي والمغاربي، يتمنى لو كانت جارتنا الكبيرة الجزائر دولةً عظمى بالفعل، إن لم يكن على المستوى الدولي، فعلى الأقل على المستوى الإقليمي،
لكن ذلك للأسف غير صحيح على الإطلاق، وغير واقعي وغير موجود.
دولتك العظمي يا فخامة الرئيس تبون، عدا كونها غارقة في ديونها ومشاكلها وأزماتها الإقتصادية والإجتماعية، لم توفر لك شخصياً إمكانيات العلاج من إصابتك بفايروس كورونا ومضاعفاته، فتوجهت إلى ألمانيا [غير العظمى]، لتقضي فيها بضعة شهور تركت خلالها الجزائر تحت حكم الفريق شنقريحة والجيش، الذي هو الحاكم الفعلي في دولتك الديمقراطية، التي لا تقمع المواطنين ولا تسجن المدونين، حتى أنك تريد أن تفيض بركات ديمقراطيتك على لـــيـبـيـــا جارتك الضعيفة البائسة، التي بدل أن تساعدها في الخروج من محنتها على الأقل بالصمت والحيادية، إن لم تستطع أن تكون إيجابياً فتساهم في الحوار، بدل أن تساهم سلبياً في تأجيج الصراع وإشعال النار، بانحيازك إلى الحكومة منتهية الولاية فاقدة الشرعية، التي تظل مجموعة ليبية نختلف معها ضمن خلاف الأشقاء والأهل وجميعنا ليبيون.
نعرف أن بلادك تسرق نفطنا وغازنا منذ عشر سنوات، ونعرف أنك تريد أن تستمر الأوضاع المضطربة في لـــيـبـيـــا، لتتمكن من سرقة زبائن الغاز الليبي الأوربيين، وتلك ليست فقط خيانة للجيرة والأخوّة، لكنها تنكر لتاريخ الشعب الليبي الذي دعم الثورة الجزائرية، التي لولا انتصارها ما كنت أنت اليوم رئيساً للجزائر، التي تعيش في عهدكم أحط مراحل تاريخها، من حيث التآمر على الجيران وإشعال الفتن بينهم وفي أقطارهم وبين مكوناتهم وتكويناتهم.
نعم جزائرك اليوم يا فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون، عظمى علينا نحن الذين أسقط التدخل الأجنبي دولتنا ومنعتنا الأمم المتحدة ودول كثيرة من بينها دولتكم بمؤامراتكم وتدخلاتكم، من إعادة بنائها، وإعادتها إلى الوجود جديدةً قويةً عفيّة، لكنها مرحلة مؤقتة ستنتهي بإذن الله، وسيتمكن الشعب الليبي من تأسيس دولته الوطنية الحديثة المزدهرة، وحينها لن تكون أنت في قصر الرئاسة، وربما لن تكون في الدنيا، لكن الليبيين الذين لن يذكروك بالخير، سيحتضنون الجزائر الحبيبة وشعبها الشقيق، فالبقاء لله ثم للشعوب والأوطان، أما الطغاة والمستكبرون فزائلون.. زائلون أيها الرئيس عبدالمجيد أحمد تبّون.